في لحظة رمزية تجمع بين الإرث والتطلّع، أعلن نادي برشلونة عن منح قميصه الأشهر، الرقم 10، إلى نجمه الشاب لامين يامال، ليصبح بذلك أصغر لاعب في تاريخ النادي الكتالوني يرتدي هذا الرقم الأسطوري، الذي لطالما اقترن بالأسماء اللامعة في تاريخ الكرة العالمية.
لكن هذه الخطوة من إدارة برشلونة تتجاوز مجرد اختيار رقم؛ إنها رسالة واضحة عن حجم الثقة التي يضعها النادي في جوهرته القادمة من “لاماسيا”، والرهان على مستقبله لقيادة الفريق نحو حقبة جديدة من التألق والألقاب.
إرث الرقم 10… وأسطورة تتجدد
الرقم 10 في برشلونة ليس رقمًا عاديًا، بل هو رمز لقادة الملعب والسحرة الكرويين. ارتداه أساطير مثل:
- رونالدينيو، بابتسامته ومراوغاته الخيالية
- ليونيل ميسي، الذي كتب تاريخه بحروف من ذهب
- مارادونا، الذي مرّ من هنا وترك بصمته رغم قصر المدة
ومع ارتداء يامال لهذا الرقم، فإن التحدي لم يعد خفيًا، بل حمل شعلة الماضي والمستقبل في آنٍ واحد.
صناعة نجم من قلب “لاماسيا”
في وقت باتت فيه الأندية الكبرى تركّز على الأسماء الجاهزة، اختار برشلونة أن يراهن على موهبة داخلية شابة، تمثّل امتدادًا لمدرسة “لاماسيا” الشهيرة، حيث لمع اسم يامال بفضل:
- سرعته الفائقة
- ثقته بنفسه رغم صغر سنه
- لمساته المبدعة وقراءته الذكية للعب
كلها سمات جعلت منه ركيزة فنية ومشروع نجم من طراز رفيع.
من عبء إلى حافز
صحيح أن ارتداء الرقم 10 قد يكون عبئًا في كثير من الأندية، إلا أن في برشلونة، يحمل الرقم بُعدًا تحفيزيًا وتاريخًا من الانفجار الإبداعي، ومن غير المستبعد أن يكون يامال الوريث الحقيقي لهذه السلالة.
فالنادي لا يبحث فقط عن المهارة، بل عن شخصية قادرة على التحمل والقيادة، ويبدو أن يامال، رغم حداثة سنه، يجمع بين النضج الفني والتحدي الذهني.
توقيع تاريخي… بحضور الجذور
وقع يامال عقده الجديد مع برشلونة حتى 30 يونيو 2030، في احتفالية شهدت حضور جدته المغربية، في مشهد مؤثر يُجسّد الروابط العائلية العميقة والخلفية المتنوعة التي يحملها اللاعب.
ومع انطلاق موسم جديد محليًا وأوروبيًا، يُعد يامال واحدًا من أبرز الركائز التي يعوّل عليها برشلونة لاستعادة الألقاب، في مشروع يبدو أنه لم يعد مبنيًا على “الأسماء الكبيرة”، بل على القيم والمواهب الأصيلة.