تُغلق صفحة هامة في تاريخ ليفربول الحديث. أعلن النادي اليوم الإثنين رسميًا عن رحيل ترينت ألكسندر-أرنولد، الظهير الأيمن الشهير، بنهاية الموسم الجاري، حيث ينتهي عقده في يونيو 2025.
نشأ ألكسندر-أرنولد في أكاديمية النادي منذ أن كان في السادسة من عمره، والآن، بعد 20 عامًا من الانتماء للنادي، قرر اللاعب الإنجليزي الدولي البالغ من العمر 26 عامًا أن يخوض تحديًا جديدًا من خلال التعاقد مع ريال مدريد.
في بيان عاطفي نشره النادي، وفي فيديو شخصي، شرح ألكسندر-أرنولد أسباب قراره: “هذه بلا شك ليست قرارًا سهلًا، بل هي أصعب قرار في حياتي”، وأضاف أنه شعر بالحاجة للخروج من منطقة الراحة الخاصة به: “لقد قدمت كل ما لدي لهذا النادي كل يوم على مدار 20 عامًا. ولكن حان الوقت بالنسبة لي للبحث عن تحدٍ جديد، كلاعب وكإنسان”.
على الرغم من التجديدات الأخيرة لعقود لاعبين بارزين مثل محمد صلاح وفيرجيل فان دايك، اختار ألكسندر-أرنولد مسارًا مختلفًا. وعلى الرغم من مناقشة فكرة تجديد عقده مع النادي، اعترف اللاعب بأن اختياره كان قرارًا شخصيًا: “ليس بسبب عدم الثقة بالنادي أو بمدربه أرن سلوط، بل لأنه يتطلب تغييرًا في مساري”.
يعد ألكسندر-أرنولد أحد أبناء النادي الذين تركوا بصمتهم في أعوام ليفربول الذهبية. منذ ظهوره الأول مع الفريق في 2016، خاض 352 مباراة بقميص الريدز، سجل خلالها 23 هدفًا ومرر 92 تمريرة حاسمة. أما في ما يخص إنجازاته، فقد حقق العديد من البطولات: فاز بلقبين في الدوري الإنجليزي (2020، 2025)، دوري أبطال أوروبا (2019)، كأس العالم للأندية (2019)، كأس السوبر الأوروبي (2019)، كأس الاتحاد الإنجليزي (2022)، واثنين من كأس الرابطة (2022، 2024) ودرع المجتمع (2022).
ومع تجاوز الأرقام، كان ألكسندر-أرنولد واحدًا من رموز النهضة التي شهدها ليفربول تحت قيادة يورغن كلوب، لاعب ذو طابع خاص يمزج بين الذكاء التكتيكي، والإبداع الهجومي، والانتماء العميق للنادي.
ورغم أن رحيله كان متوقعًا منذ عدة أشهر، لم تتأخر وجهته المستقبلية. وفقًا لما ذكره الصحفي فابريزيو رومانو، توصل المدافع الإنجليزي إلى اتفاق كامل مع ريال مدريد، حيث من المتوقع أن يوقع عقدًا لمدة خمس سنوات، لينضم إلى النادي الملكي في صفقة انتقال حر.
في الوقت الذي يحتفل فيه ليفربول بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي العشرين، يوشك أحد أخلص لاعبيه على كتابة فصل جديد في مسيرته الرياضية.
