رغم الآمال الكبيرة التي رافقت أرسنال بعد إقصائه المثير لريال مدريد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، اصطدم الفريق اللندني بعقبة صعبة في الدور نصف النهائي أمام باريس سان جيرمان، الذي فرض نفسه بفضل تألق حارس مرماه جيانلويجي دوناروما، الذي كان بطلاً في مواجهة شهدت فرصًا خطيرة لصالح “المدفعجية” لكنها ضاعت في لحظات الحسم.
ورغم تسجيل بوكايو ساكا هدفًا في اللحظات الأخيرة من اللقاء، إلا أن أرسنال خرج بنتيجة إجمالية غير كافية، ليواصل سلسلة إخفاقاته في الأدوار المتقدمة، حيث خسر للمرة الرابعة تواليًا في نصف نهائي بطولة كبرى، ما يعيد طرح علامات استفهام حول قدرة ميكيل أرتيتا على قيادة الفريق لتحقيق الألقاب، رغم الاستثمارات الضخمة والنتائج المتذبذبة في البطولات المحلية.
في المقابل، نجح باريس سان جيرمان بقيادة لويس إنريكي في الوصول إلى النهائي، رغم تعرضه لخمسة هزائم خلال الموسم، في مسار غير معتاد ولكن فعّال. وساهم كل من فابيان رويز وأشرف حكيمي في حسم التأهل للفريق الباريسي، بينما كان هدف ساكا هو الوحيد لأرسنال، رغم أنه دخل التاريخ كثاني أسرع لاعب إنجليزي يصل إلى 10 أهداف في دوري الأبطال.
أرقام إيجابية دون فعالية حقيقية
أرسنال أظهر أرقامًا قوية في اللقاء، حيث حقق معدل xG بلغ 2.91، وهو الأعلى لأي فريق أمام باريس هذا الموسم، إلى جانب تسديد 19 كرة على المرمى، وهو أفضل رقم للفريق في الأدوار الإقصائية منذ عام 2016. كما استحوذ على الكرة بنسبة 54.1٪ وبلغت دقة تمريراته مستوى متقدماً.
لكن رغم هذه الهيمنة، لم تُترجم الفرص إلى أهداف حاسمة، إذ لم تصل سوى 4 تسديدات فقط إلى المرمى من أصل 19، ما يكشف عن نقص في الفعالية الهجومية وغياب رأس حربة حاسم. وكان ساكا الأكثر تحركاً في منطقة الجزاء، حيث سجل 12 لمسة، لكن ذلك لم يكن كافياً لترجيح الكفة.
لحظات الحسم صنعت الفارق
عقب المباراة، صرّح أرتيتا أن فريقه كان الأفضل من حيث الأداء، لكنه اعترف بأن دوري أبطال أوروبا يُحسم في التفاصيل الدقيقة واللحظات المفصلية. بينما رأى المدرب الأسبق أرسين فينغر أن الفريق الباريسي كان أكثر فاعلية وخلق فرصاً أكثر خطورة، وهو ما منحه الأفضلية للتأهل.
في نهاية المطاف، يمكن اختزال النتيجة في معادلة بسيطة: باريس استغل فرصه، وأرسنال لم يفعل. وفي كرة القدم، لا تفيد السيطرة أو الإحصائيات كثيراً إذا لم تُترجم إلى أهداف تُحسم بها المباريات.
