في وقت انشغل فيه المتابعون بغياب كيليان مبابي وإصابة الواعد إندريك، برز اسم جديد من داخل أكاديمية ريال مدريد ليشعل الأضواء في افتتاح مشوار الفريق بكأس العالم للأندية، وهو الشاب غونزالو غارسيا، الذي لفت الأنظار خلال مباراة الهلال السعودي التي انتهت بالتعادل 1-1، مسجلًا أول أهداف الفريق في عهد المدرب تشابي ألونسو.
غونزالو، البالغ من العمر 21 عامًا، لم يكتفِ بهدف في مشاركته الأولى كأساسي، بل قدم أداءً متكاملًا كمهاجم يتمتع بتحركات ذكية، ضغط مستمر، وقدرة استثنائية على قراءة المساحات، ليعيد إلى الأذهان صورة خوسيلو الذي رحل عن الفريق، ويبدو أن بديله المنتظر كان في “كاستيا” طوال الوقت.
أرقامه في المباراة تؤكد تفوقه: كان أكثر من سدد (6 محاولات)، وأكثر من وصل إلى المرمى بـ4 تسديدات صحيحة، متفوقًا على أسماء بارزة في صفوف الملكي. أداء جعله مرشحًا لأن يكون قطعة أساسية في مشروع تشابي ألونسو القادم، حيث قال المدرب عقب اللقاء:
“غونزالو يمكن أن يكون مهاجم الفريق في المستقبل القريب، وهو مرشح ليكون خوسيلو الجديد.”
ما يميز غارسيا أيضًا هو امتلاكه لسلاح نادر حاليًا في ريال مدريد، وهو التسجيل بالرأس. يتمتع بقوة قفز مميزة وتوقيت مثالي، جعله من أفضل مسجلي الأهداف الرأسية في دوري الدرجة الثالثة الإسباني الموسم الماضي، برصيد 5 أهداف بالرأس.
ومع غياب مبابي عن التسجيل بهذه الطريقة، وتراجع فعالية إندريك في الألعاب الهوائية، فإن وجود مهاجم مثل غارسيا في الفريق يمثل حلًا داخليًا فعّالًا دون الحاجة للجوء إلى سوق الانتقالات.
المباراة القادمة ضد باتشوكا تمثل فرصة ذهبية جديدة لغونزالو لتعزيز مكانته. وحتى الآن، سجل هدفين وصنع آخر في 151 دقيقة فقط مع الفريق الأول، بمعدل هدف كل 50 دقيقة — أرقام تؤكد استعداده الكامل للقفز من “كاستيا” إلى الفريق الأول.
ورغم أن أنظار أندية من إسبانيا وخارجها بدأت تلاحقه، إلا أن حلم غونزالو واضح: أن يصبح عنصرًا ثابتًا في ريال مدريد، لا كلاعب مؤقت، بل كركيزة في مشروع تشابي ألونسو.
فهل يحمل كأس العالم للأندية انطلاقة الحلم الكبير لهذا المهاجم الصاعد؟