اعتبر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو أن بطولة كأس العالم للأندية 2025، التي تنطلق هذا السبت، تمثل “عصرًا جديدًا” في تاريخ اللعبة، مشبهًا انطلاقتها بـ”النسخة الأولى من كأس العالم في 1930″، التي وُضعت حينها كأول لبنة في بناء كرة القدم العالمية.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية (AFP)، أكد إنفانتينو أن هذه النسخة الموسعة، بمشاركة 32 ناديًا من مختلف القارات، تعد لحظة تاريخية، موضحًا أن البطولة ستمنح الفرصة لأندية من خارج “المراكز التقليدية” لكرة القدم العالمية لإثبات نفسها على الساحة الدولية.
وقال إنفانتينو:
“إنها بداية لعصر جديد لكرة القدم، عصر جديد لكرة القدم على مستوى الأندية. تمامًا كما كانت كأس العالم 1930 نقطة انطلاق للتاريخ، ستكون هذه البطولة كذلك”.
وتُفتتح البطولة بمواجهة بين إنتر ميامي الأمريكي والأهلي المصري على أرضية ملعب “هارد روك ستاديوم”، وسط اهتمام عالمي وترقب كبير من جماهير الأندية المشاركة.
شمولية وتوسيع آفاق اللعبة
شدد إنفانتينو على أن الهدف من هذه البطولة هو “عولمة كرة القدم الحقيقية”، عبر فتح المجال أمام أندية من كل أنحاء العالم للمشاركة والتنافس. وقال:
“نريد أن نكون شاملين، نمنح الفرص للجميع. نعم، كرة القدم هي الرياضة الأولى عالميًا، لكن النخبة تبقى محصورة في عدد قليل من الأندية والدول. الآن آن الأوان لتوسيع القاعدة.”
وأضاف أن اللاعبين المشاركين في هذه البطولة يمثلون أكثر من 80 دولة، مما يجعلها فرصة نادرة للجماهير حول العالم لرؤية أنديتهم ولاعبيهم على المسرح العالمي.
حلم ويّاه… والملايين غيره
استشهد إنفانتينو بأسطورة الكرة الإفريقية جورج ويا، الفائز بالكرة الذهبية عام 1995، قائلاً:
“ويّاه، الذي لم يُشارك قط في كأس العالم مع منتخب بلاده، كان بإمكانه أن يمثل ليبيريا من خلال كأس العالم للأندية، ويُشرف بلده وناديه. هذه البطولة تمنح هذا النوع من الفرص التي لم تكن متاحة من قبل.”
ردّ على الانتقادات وتفاؤل بالنجاح
وحول الانتقادات الموجهة للبطولة من حيث ضغط المباريات أو ضعف الإقبال الجماهيري، اعتبر إنفانتينو أن المشككين سيغيرون رأيهم فور انطلاق أول مباراة، قائلًا:
“أنا مقتنع أنه بمجرد أن تبدأ الكرة في الدوران، سيدرك العالم بأسره قيمة ما يحدث. إنها بطولة خاصة.”
وبخصوص الجدل المتعلق بآلية تسعير التذاكر، التي تعتمد على “التسعير الديناميكي” (dynamic pricing) الشائع في الولايات المتحدة، أوضح إنفانتينو أن التجربة لا تزال في بدايتها، وأن الأولوية هي جعل البطولة متاحة أمام الجميع، مع مراعاة التوازن بين الجودة والسعر.
ختامًا: كأس عالم جديدة بروح الأندية
بهذه التصريحات، يضع رئيس الفيفا البطولة في إطار رؤية موسعة لعولمة اللعبة، تبدأ من الأندية هذه المرة، وتهدف إلى دمج جماهير العالم كافة في قصة كروية واحدة، لا تقتصر فقط على البطولات الدولية، بل تتعداها إلى روح التنافس بين الفرق المحلية من كل القارات.
