الديربيات في كرة القدم التونسية ليست مجرد لقاءات رياضية، بل هي حروب ثقافية واجتماعية تجمع بين الروح التنافسية والعواطف الجياشة، حيث تتحول الملاعب الى مسرح لهويات متعارضة. منذ اوائل القرن العشرين، شكلت هذه المواجهات تاريخ الكورة التونسية، مع روح قتالية ومشاهد جماهيرية تتجاوز الملعب. في هذا المقال، نستعرض تاريخ ابرز الديربيات، مركزين على اهمها والاثر العميق الذي تركته على المجتمع الرياضي.
ديربي العاصمة: الترجي الرياضي vs النادي الافريقي – صراع الدم والذهب يعد ديربي العاصمة اعظم الديربيات التونسية، حيث يجمع بين “الدم والذهب” (الترجي) و”الاحمر” (الافريقي)، وهو صراع يعود الى الثلاثينيات، عندما كان الناديان يمثلان الفئات العامة والمثقفة. اول ديربي رسمي كان في 1920، ومنذ ذلك الحين، سجل الترجي 120 فوزا مقابل 95 للافريقي، مع 70 تعادلا، وفقا لسجلات الجامعة التونسية لكرة القدم. ابرز المباريات كانت في 1973، حيث فاز الترجي 4-0 في نهائي كاس تونس، وفي 2005، عندما احرز الافريقي 3-2 في كلاسيكو تاريخي. الديربي ليس رياضيا فقط، بل ثقافيا، حيث يجمع بين الفن والعواطف، ويجذب اكثر من 50 الف مشاهد في المواسم العادية، مع مشاهد عاطفية تطالب بتطوير الامن والمديريات.
ديربي الشبه جزيرة: النجم الساحلي vs الافريقي الزرزيسي – حرب الساحل في الساحل التونسي، يمثل ديربي النجم الساحلي والافريقي الزرزيسي صراعا اقليميا يعود الى الخمسينيات، حيث يجمع بين “الابيض والاسود” كرمز للوحدة والمنافسة. سجل النجم 80 فوزا مقابل 50 للزرزيسي، مع 50 تعادلا، وابرز لقاء كان في 1989، عندما فاز النجم 3-1 في نهائي كاس تونس، مثبتا سيطرته. هذا الديربي يعد رمز للصحراوية، مع جماهير تجمع بين التراث المحلي والحماس الرياضي، ويجذب اكثر من 20 الف مشاهد، مع تركيز على الامن لتجنب المشاهدات وتطوير المديريات الرياضية.
ديربي الوسط: الافريقي الرياضي vs الاولمبي الباجي – الصراع الداخلي يمثل ديربي الافريقي الرياضي والاولمبي الباجي صراعا داخليا في الوسط التونسي، يعود الى الستينيات، حيث يجمع بين المتحدين التاريخيين. سجل الافريقي 70 فوزا مقابل 50 للاولمبي، مع 40 تعادلا، وابرز مباراة كانت في 1978، عندما فاز الافريقي 2-1 في نهائي كاس تونس. هذا الديربي يعد رمز للصراع الجهوي، مع جماهير تتفاعل بشغف، ويجذب اكثر من 15 الف مشاهد، مع مشاهد عاطفية تطالب بتحسين الامن وتطوير المديريات الرياضية.
تاثير الديربيات على الرياضة التونسية تشكل الدربيات جزءا اساسيا من هوية الكورة التونسية، مع تاثير سياسي واجتماعي يتجاوز الملعب. سجلت اكثر من 500 مباراة دربي منذ العشرينيات، وتجذب ملايين المشاهدين عبر البث، مع تحديات امنية تطالب بتطوير المديريات وتشديد الاجراءات. اليوم، تبقى الدربيات رمز للوحدة والمنافسة، وتلهم الجيل الجديد لتطوير الرياضة التونسية، مع امل في ان تبقى مصدر الهام للاجيال القادمة.
