أسدل الستار على موسم اتحاد بن قردان في مسابقة كأس تونس بطريقة موجعة، بعد هزيمة ثقيلة بثلاثية نظيفة أمام الترجي الرياضي التونسي، في نصف نهائي شهد تفوقًا واضحًا من جانب «الأحمر والأصفر» في جميع الجوانب.
كان حلم التأهل إلى النهائي للمرة الثانية في تاريخ الفريق قائمًا، لكنه سرعان ما تبخّر أمام خصم بدا أكثر جاهزية، حيوية، وتنظيمًا. النتيجة كانت قابلة للارتفاع، لولا تهاون مهاجمي الترجي في استغلال الفرص، ما جعل النتيجة النهائية أرحم مما كان ممكنًا.
المدرب عفوان الغربي عبّر عن خيبة أمله من أداء لاعبيه، الذين أنهكتهم سلسلة من المباريات الحاسمة في صراع البقاء ضمن دوري النخبة، مؤكدًا أن الفريق كان مستنزفًا على المستويين البدني والذهني. وقال عقب اللقاء: «كنا نرغب في إنهاء الموسم بشكل مشرف، لكننا اصطدمنا بخصم أقوى وأكثر رغبة، يملك حلولًا متعددة وطاقة أكبر… لقد خسرنا أمام فريق مكتمل، بينما كنا نعاني من نقص فادح في البدائل والانتعاش البدني».
الغربي لم يخفِ ندمه على أداء فريقه، لكنه رفض أن يشعر بالخجل، مشيرًا إلى أن الفريق بذل كل ما في وسعه خلال الموسم لضمان البقاء في الرابطة الأولى، ما ترك أثرًا واضحًا على جاهزية اللاعبين لهذه المباراة الحاسمة.
خطة فنية غير موفّقة
لكن الإرهاق لم يكن السبب الوحيد في السقوط المدوي، إذ أُثيرت تساؤلات عديدة حول اختيارات المدرب في التشكيلة الأساسية، وتحديدًا إشراك محمد نصر حامد في مركز الظهير الأيمن، حيث واجه لاعبًا بخبرة ومهارة يوسف البلايلي. هذا الخيار الفني أثبت فشله، خاصة أن الجهة اليمنى تحوّلت إلى منفذ مفتوح لكل الهجمات الفعّالة للترجي.
واعترف الغربي بالخطأ قائلاً: «أردت منح فرصة للاعب شاب واعد في نهاية الموسم، لكن اعترف أنني أخطأت التقدير… ربما كان يمكن إشراكه ضد منافس أقل وزنًا، وليس أمام الترجي».
هذا القرار، الذي بدا ثانويًا، كانت له تبعات كارثية في مجريات اللقاء، إذ كلّف الفريق اختلالًا واضحًا على المستوى الدفاعي، تُرجم إلى أهداف وخسارة موجعة.
رغم هذه النهاية المرة، يمكن اعتبار موسم اتحاد بن قردان ناجحًا في بعض جوانبه، خصوصًا مع ضمان البقاء في الدوري، لكن الخروج من الكأس بهذا الشكل المؤلم سيظل عالقًا في أذهان الجماهير، وربما في حسابات الفريق الفنية للموسم المقبل.
